
مناجاة عالم
كان بعض العلماء المشهورين له مجلس للوعظ فجلس يوما الى من حوله ، وهم خلق كثير وما منهم الا قد رق قلبه أو دمعت عيناه ، فقال بينه وبين نفسه :
" كيف بك إن نجا هؤلاء وهلكت أنت ؟ "
ثم قال في نفسه :
" اللهم إن قضيت على غدا بالعذاب فلا تُعلم هؤلاء بعذابي صيانة لكرمك لا لأجلي . لئلا يقال : عُذب من كان في الدنيا يدل عليه .
إلعي قد قيل لنبيك اقتل ابن أبي المنافق فقال ( لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل اصحابه ) فامتنع صلى الله عليه وسلم من عقابه لما كان في الظاهر ينسب اليه [ انه من اصحابه ] ، وأنا على كل حال إليك سبحانك أنسب ، فأنا عبدك .
يارب ..... زور رجل في شفاعة الى بعض الملوك على لسان وزيره فعلم الوزير بالأمر فسعى عند الملك حتى قضيت تلك الشفاعة ثم قال : ما كنا نخيب من علق أمله بنا ورجا النفع من جهتنا .
إلهي فأنت اكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ، فلا تخيب من علق امله عليك ورجاءه بك ،وانتسب اليك ودعا عبادك الي بابك ، وان كان متطفلا على كرمك ولم يكن أهلا للسمسرة بينك وبين عبادك ولكنه طمع في سعة جودك وكرمك ، فأنت أهل الجود والكرم .
إن كنت لا أصلح للقرب فشأنكم صفح عن الذنب