السبت، 22 مايو 2010

من صاحب الصندوق !!


ذات يوم شعرت أنى وحيدة ، فخرجت ولم أعلم الى أين أنا ذاهبة ، فتوجهت الى الشاطيء ، وجلست على رماله الناعمة وبحره ذو الامواج الهادئة ، فنظرت إلى السماء وشمسها الساطعة ، واستمعت إلى الطيور المغردة ، فيا لها من طبيعة ساحرة ، وأجواء حالمة .


وبينما كنت اتأمل أمواج البحر المتلاحقة ، وجدت صندوقاً يجري نحو الشاطئ مسرعاً كأنه لطريقه عالماً ، في البداية .. أعتقدت أننى أحلم أو أشاهد فلما خيالياً ، ولكنى وجدت الصندوق مني يقترب كأنه لى قاصداً ، حتى وصل بين يدي مستلقياً ، بين الرمال ومستسلماً .

اقتربت منه وحاولت أن افتحه وجسدي ينتفض من الرعب ، لا أعلم لمَ الخوف ؟ ، ربما هو الخوف من المجهول أو الواقع غير المأمول ، تمالكت نفسي واستجمعت شجاعتى وأخذت قراري بأن أفتح هذا الصندوق لعلي أجد لتساؤلاتي إجابات وافية ..

فوجدت عليه أقفالا كبيرة ومفاتيح بجوارها غريبة ، فلما نجحت في فتحها عثرت بداخله على أوراقا كثيرة عليها أرقاما مرتبة وبجوارها بعض الأشياء المبهمة ، والرموز الغامضة ، جذبت أنظارى المتحيرة ، وزاد فضول نفسي المتسائلة ، ماذا يريد مني هذا الصندوق ؟ ومن صاحب هذه الأشياء المبعثرة ؟

ثم إلتقطت الورقة الأولى ، حاولت بصعوبة فك بعض الطلاسم التي نقشت عليها ،لم تكن إلا خطوطا رُسمت بعشوائية شديدة ، كأن من فعلها لم يكن يعرف كيفية إلتقاط الأقلام .

ثم اتجهت إلى الورقة الثانية لأجد فيها كلمات قليلة وبسيطة من أمثال أمى وأبي وإخواتى وألعابي وحجرتي وفستاني ، كلها كلمات تدل على عالم صغير خاص بطفلة بسيطة ، لم يتعدى هذا العالم حدود منزلها .

وها هي الورقة الثالثة قد بدأت الكلمات بها تزداد ، وهكذا التقطت باقي الاوراق وفيها تزداد الكلمات واتسعت لتكون جمل وفقرات ،وتحكي مواقف وحكايات وتذكر العديد من الشخصيات ،والاماكن والخبرات ،فبعضه اتذكرها والنسيان لاحق الذكريات حتى انتهت الورقات .

لأكتشف أن صاحبت هذا الصندوق فتاة عرفت في بعض الأحيان هدفها وفقدته في أحيانٍ أخرى ، مرت بها لحظات كانت مسعدة وأخرى محزنة للغاية أو محبطة ..

فهذه طفلة لم تكن تعرف طلب احتياجاتها الأساسية من طعام وشراب ، ها هي تتحدث وتتحاور وتنطق بكلمات لم تكن تحلم يوم في صغرها أن تنطقها ..

وأخيراً وصلت لورقة في قاع الصندوق كتب عليها 23 بوضوح ولكنها كانت فارغة بيضاء ناصعة ،لم يخط فيها القلم كلمة واحدة .

زادت حيرتي ، وكثرت دهشتي ، وسألت نفسي .. لماذا تركت هذه الورقة فارغة ؟ ومن الذي تركها هكذا ؟

قررت البحث عن اجابة لتساؤلاتي ، فبدأت اتفحص الصندوق الكبير، لعلي أجد لصاحبه دليل ، يشفي صدرى العليل ، ويكسر صمتي الطويل ، فألهمني ربِ الجليل .

فوجدت اسما على الصندوق منقوشا ، يبدو لي بعض الشيء مألوفا ، ظننته في البداية لم يكن معروفا ، ولكنى أكتشفت أنه في نفسي محفوظا ،ولعقلى لم يكن مجهولا .

يا الله .. انه اسمي .. نعم اسمي ،هل هذا الصندوق ملكي ، والاوراق اوراقي ؟

ولماذا 23 ورقة ؟؟ لماذا هذا العدد بالذات ؟؟

زادت حيرتي ، وتفاقمت دهشتي ..

مسكت هاتفي ونظرت في تاريخ يومي لأجده 20/5/2010 !!

يا إلهي .. انه يوم مولدي ..فقد أتت للدنيا في مثل هذا اليوم طفلة .. قد أتمت الثالث والعشرين للتو .

الآن فهمت لغز الصندوق والرموز والاوراق ،وفهمت لماذا مازالت الورقة الاخيرة فارغة ..

آه .. فهمت الآن لماذا الورقة الأخيرة فارغة ، إنها ورقة عامى الثالث والعشرين الذي بدأ الآن ولهذا لم أكتب فيه شيئا حتى الآن .

فهل سأجد في هذه الورقة ما يسعدني العام المقبل أم سأجد ما يحزنني أم لن أقرأها من الأصل ؟؟ فمن يعلم أين ستكونين العام القادم يا صاحبة الصندوق !!


0 التعليقات:

إرسال تعليق